4‏/7‏/2008

الفن الفقير

وهو اتجاه ظهر في أوروبا في أوائل الستينات ، ليعيد إلى الأذهان ذكريات الحركة الدادية ، وكان انتشاره سريعا ، إذ اتسعت الرقعة التي ينتمي إليها أصحاب هذا الفن ، فشملت أوروبا وأمريكا .. ومن نماذج الأعمال الفنية لهذا الاتجاه : * خمسون مترا مكعبا من القاذورات الخالصة ، عرضها "والتردي ماريا" من نيويورك في قاعة (هينز فريدريك) في مدينة ميونيخ بألمانيا من 28/9ــ 12/10/1969.* سجادة ألقي عليها مقدار من مزيل الألوان . قدمه "لورنس فيغر" من نيويورك 1968.واسم هذه الحركة الذي عرفت به يدل على الركاكة والرخص وسهولة توفر أدوات التعبير وخاماته ، وإن كان بعد ذلك قد أصبح علما على هذا الاتجاه شأن (الدادية) .ويمثل هذا الاتجاه حركة تمرد على كل ماهو تقليدي في الفنون الجميلة وقد أكد ماوصلت إليه الدادية من إزالة الحواجز بين (الفن) و (اللافن).ويتميز إنتاج هذا الاتجاه ـ في غالب الأحيان ـ بأنه غير قابل للتداول والتسويق ، كما يفعل ذلك في اللوحات والتماثيل ، ولعل هذا هو الفارق بين (الدادية) و (الفن الفقير) ، حيث ظلت الدادية متمسكة باللوحة ، وكمثال على ذلك ، نقول : منحت جائزة (بينالي الاسكندرية) الخامس عشر عام 1984 لعمل أرضي هو عبارة عن مساحة من أرض المعرض مفروشة بمجروش الأحجار ، ينبثق منها خمسة أسياخ حديدية متفرقة بارتفاع نصف متر ،تتصل قممها بخيوط التايلون . وقد أهدى صاحب العمل عمله هذا إلى كلية الفنون الجميلة في الاسكندرية ، فلم يكن باستطاعتها قبول هذا الاهداء ، لاستحالة نقله ، ولتفاهة خاماته التي لا تعدو كيسين من الأحجار المكسرة . ولبيان أسلوب تفكير بعض من يحمل لواء هذا الاتجاه ، والتعرف على تطلعاتهم ، يحسن بنا أن نستمع إلى "والتر دي ماريا" أحد الفنانين إذ يقول:(... إنني أفكر في إنشاء ساحة للعرض ، قدتكون على شكل حفر كبيرة في الأرض ، لن نبدأ بحفرة جاهزة بطبيعة الحال ، إذ ينبغي أن نحفرها بأنفسنا ، ويكون حفرها جزءا من الفن ، ولابد من إعداد أماكن فخمة لجلوس المتفرجين ، ومحبي الفنون ، ومن الضروري أن يشهدوا تشييد الساحة بالملابس الرسمية ، لأنها ستجعلهم أكثر اهتماما بالحدث المميز الذي سيرونه ، ومن ثم .. يمر أمام الجمهور في أماكن جلوسه موكب الكراكات وبوابير الزلط ..) .ذلك هو (الفن الفقير).
صالح أحمد الشامي ، الفن الإسلامي التزام وابتداع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts with Thumbnails