4‏/7‏/2008

الدادية

في اعقاب الحرب العالمية الأولى قامت حركة تمرد ضد كل مكان سائداً من عرف او تقاليد ، واخذت تنادي بعدم المبالة ، وبالتخليص الكامل من كل ما هو معروف من قيم ، سواء اكان ذلك في الادب ام في المسرح ام في الفنون التشكلية .واتجه فنانو هذه الحركة الى جمع النفايات الملقاه في الشارع او صناديق القمامة مثل قصاصات الجرائدأوقطع الأقمشة البالية أوعلب الصفيح المهشمة .. ويعتبرونها هي الفن الذي ينبغي ان يسود .وكان أول اجتماع لفناني وأدباء هذه الحركه في سويسرا عام 1916 م ، حيث تذاكروا الأوضاع المؤلمة التي نتجت عن الحرب ، ثم ارادوا اختيار اسم لهذه الحركة ، فأحضروا معجم (لاروس) الفرنسي ، وقام الشاعر "تريستان نزارا" بفتحه عشوائيا ، فكانت كلمة (دادا) التي تعني بالفرنسية : لعبة من الخشب على هيئة حصان ، وهكذا أصبحت هذه الكلمة اسما للحركة .ويهدف الداديون الى مهاجمة القيم ، وتخريب الجماليات ، ومعادات الذين يحترمون الفن والجمال والابداع .. كما يهدفون الى السخرية من الفن ذاتة ، وعرض كل ما هوقبيح وغريب وعابث وغيرمعقول .وتقول فلسفتهم : لابد من خلق فن يناقض الفن ذاتة ، واطلقو على فنهم هذا اسم "ضد الفن" واصبح شعارهم : كل شي يساوي لاشئ .. اذا : فلا شئ هو كل شئ .فالدادية اذاً : موقف عدمي في فن يعمد على الصدفة والعفوية والوهم في انتقاء عناصرة وقد انتشرت هذه الحركة بسرعة مذهلة ويعود ذلك الى :* طبيعتها المتمردة على كل ماهو معقول ومنطقي .. هذه الطبيعة التي تمشت مع ماساد العالم اثناء الحرب.* مظاهرها الجنونية من معارض عجيبة ، وحفلات رقص شاذة ، وامسيات شعر لا معقول حافل فالوان البلاهة المصطنعةوقد ساعد على انتشارها السريع ، الصحف التي وجدت في اخبار هذه الحركة مادة للترفية.وهكذا اضحت كل مشاركة في العبث والتهريج..تجعل الانسان داديا. كان اخر معارض هذه الحركة عام 1922 في فرنسا ، وكان معرضاً للاداب والشعر .
صالح أحمد الشامي ، الفن الإسلامي التزام وابتداع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts with Thumbnails